لماذا شعور ما بعد ممارسة الجنس أفضل من الممارسة ذاتها؟


بالطبع إن ممارسة الجنس أمر جيد، ولكن هل جربت شعور ما بعد الجنس من قبل؟ إنه ذلك الشعور المبهم والدافئ الذي يتملكك بعد التجارب الجنسية المرضية، فليست الرعشة الجنسية بالضرورة الجزء المفضل من الممارسة الجنسية عند الجميع، إذ يؤدي شعور ما بعد الممارسة دورًا مهمًا ولطيفًا في العلاقات، ويحافظ على سلامتها.

ما شعور ما بعد ممارسة الجنس؟​

هو نوع من الرضا الجنسي المعزز بعد الممارسة الجنسية. وقد درس فريق من الباحثين بقيادة ميلتزر شعور الرضا بعد ممارسة الجنس، وكم يستمر من الوقت، وما الذي تعنيه مدته للعلاقة بين الزوجين، فقد تفحصوا بيانات ٢٠٠ من المتزوجين حديثًا في تكساس وفلوريدا، من الذين لم يمضِ على زواجهم أكثر من ستة أشهر، وجرت دعوتهم للانضمام إلى الدراسة شفويًا ومن طريق الرسائل والفيسبوك والنشرات الإعلانية، وسُجلت معلومات يومية عن النشاطات الجنسية لهم ورضاهم الزوجي والجنسي مدة ١٤ يومًا.

تكررت الدراسة فيما بعد، وتابع الباحثون خلالها يوميات الممارسة لدى الأزواج وشعور ما بعد الجنس لأربعة أو ستة أشهر بعد الأسبوعين الأوليين.

واللافت أنه لم يكن هناك اختلاف بين الرجال والنساء في رضاهم الجنسي، ولم يكن مفاجئًا شعورهم بالرضا في يوم ممارستهم للجنس، ولكن ميلتزير وزملاؤها لم يكونوا مهتمين فقط بالرضا بين الأزواج في يوم ممارسة الجنس، بل بالمدة التي استمر فيها هذا الشعور، ووجدوا أن شعور الرضا يستمر ليس فقط مدة ٢٤ ساعة بعد الممارسة، بل مدة ٤٨ ساعة.

ورغم عدم قياس الباحثين للمتغيرات الحيوية أو العصبية في هذه الدراسة، فإنهم يعتقدون أن ممارسة الجنس تنشط مستقبلات الدوبامين والأوكسيتوسين في الدماغ، وترتبط هذه المركبات الكيميائية العصبية مع تجربة الحب العاطفية.

نُشرت الدراسة التي أجراها الفريق في مجلة psychological science وجاء فيها: «أوضحت النتائج أن شعور الرضا الجنسي يبقى مرتفعًا لنحو ٤٨ ساعة بعد الممارسة، والأزواج الذين اختبروا شعورًا قويًا كان لديهم مستويات عالية من الرضا الزوجي بعد الممارسة مباشرةً وبمرور الوقت».

ارتبط مدى قوة شعور ما بعد الجنس (الرضا الحاصل عند المشاركين في ٤٨ ساعة التالية للممارسة الجنسية) إيجابيًا بالرضا الزوجي في تلك اللحظة والرضا المستمر مع الوقت.

عدّ الفريق تلك النتائج دليلًا على كون شعور ما بعد الجنس آلية معرفية قريبة تعزز ارتباط الزوجين، ولكنهم أشاروا إلى محدودية الدراسة فهي لم تشمل سوى الأزواج الحديثين، ولم تأخذ بالحسبان الأزواج المثليين، وهو شيء يودون تصحيحه مستقبلًا.

حاليًا، يعزو الباحثون شعور بعد ممارسة الجنس إلى البيولوجيا، فهو مرتبط بتركيز الحيوانات المنوية، إذ يستمر حتى الوصول إلى ذروة تجدد الحيوانات المنوية بعد 1-3 أيام من الممارسة، لذا عند زيادة تواتر الممارسة ينخفض شعور ما بعد الجنس لانخفاض تركيز إنتاج النطاف.

كتب الفريق: «نؤكد أن شعور ما بعد الجنس يظهر لأن تلك التغيرات البيولوجية تبقى وتستمر وتترجم كرضى جنسي لمدة زمنية بعد ممارسة الجنس».

يعد هذا الدور الوظيفي متوافقًا مع النتائج التي أظهرت أن شعور ما بعد الجنس يستمر تقريبًا مدة الوصول إلى ذروة تجدد الحيوانات المنوية، والمدة التي تبقى فيها الحيوانات المنوية حية بالحد الأعلى في الجهاز التناسلي الأنثوي، والمدة المنقضية بين الممارسات الجنسية عند المتزوجين الجدد.

ماذا يكشف شعور ما بعد الجنس حول العلاقة بين الزوجين؟​

على الرغم من أن المتزوجين عمومًا يشعرون برضا زوجي أقل أثناء الشهور الأولى من زواجهم، ولكن كلما جربوا شعور ما بعد الجنس لفترة أطول شعروا برضا زوجي أكبر بمرور الوقت.

ووفقًا للباحثين تقترح هذه النتائج أن شعور ما بعد الجنس المرضي يساهم في الرضا في العلاقة بين الأزواج.

ولأن الأزواج في هذه الدراسة هم من الفئة الشابة، تحتاج البحوث المستقبلية لاستكشاف شعور ما بعد الجنس عند الأزواج الأكبر في السن، وكذلك عند المثليين. ويعتقد الباحثون أن الأزواج المتقدمين في السن لديهم شعور بعد الممارسة أطول بسبب طول مدة العلاقات بينهم.

تأمل ميلتزير وزملاؤها في بحوثهم المستقبلية استكشاف العلاقة بين شعور ما بعد الجنس والخيانة الزوجية، فهم يفترضون أن شعور الرضا بعد ممارسة الجنس بين الأزواج يرتبط مع تقليل معدلات الخيانة الزوجية.

أضف تعليق