ما الذي ستتعلميه
- بماذا نحس أثناء النشوة الجنسية؟
- الأنواع المختلفة للنشوة، وكيف نصل إليها
- لماذا تجد بعض النساء صعوبات في الوصول إلى النشوة الجنسية
- كيف تتحدثين مع شريكك عن المتعة
- كيف تحصلين على نشوة أفضل
مقدمة: تاريخ موجز للنشوة الجنسية لدى النساء
كانت بعض الحقبات من التاريخ البشري تحتفل بالنشوة الجنسية لدى النساء، فيما أسيء فهمها في بعض الحقبات الأخرى، وفي أحيان أخرى، شُيطنت وحوربت. إليكِ عينة صغيرة من الحقبات الرئيسية في التاريخ التي شكلت فهمنا وزادت إدراكنا للمتعة لدى النساء.
يعد موضوع متعة الإناث اليوم ما أكبر المحرمات في العالم العربي، لكن هذا لم يكن الحال دائمًا. عثرنا أثناء بحثنا لإتمام هذا الدليل، على العدين من النصوص التي تعود للعصور الإسلامية الذهبية، والتي تناقش وتصف الجنس والمتعة لدى النساء بطرق رائعة.
يعتبر كتاب “الروض العاطر في نزهة الخاطر” واحدًا من هذه الكتب، ولعله أشهرها، وقد ألفه العالم والأديب محمد بن محمد النفزاوي في القرن الخامس عشر في تونس، بناءً على طلب الحاكم عبد العزيز المتوكل، الذي كان حاكم تونس في ذلك الوقت. نورد لكِ هنا بعض المقتطفات من الكتاب:
”رأيت النساء يشتهين من الفتى خصالاً لا تكاد إلاّ في الرجال تكون
شـباباً ومالاً وانفراداً وصـحـةً ووفـر مــتـاع في الـنكاح يدوم
ومن بعد ذا عجز ثـقـيل نزولـه وصدر خفـيـف فـوقـهن يـعـوم
وبطيء الإرهاق لأنّه كــلـما أطــال أجاد الـفـضـل فـهو يدوم
و من بعد إرهاق يـفـيق مـعجلاً فـيـأتـي بـإكرام عـلـيـه يـحوم
فـهذا الذي يـشفي النساء ينكحه ويزداد حبـاً عـنـدهـن عــظـيم“
”إذا أردت الجماع فالق المرأة علي الأرض وهزها إلى صدرك مقبلا لفمها ورقبتها مصا وعضا وبوسا في الصدر والنهود والأعكان والأخصار وأنت تقبلها يمينا وشمالا إلى أن تلين بين يديك وتنحل فإذا رأيتها علي تلك الحالة فأولج فيها أيرك فإذا فعلت ذلك تأتي شهوتكما جميعا وذلك يقرب الشهوة للمرأة.“
على مدى قرون عديدة، استبدلت مجتمعاتنا الاحتفال بالجنس الأنثوي والمتعة التي يظهره هذا الكتاب، بمحاولة قمعها، وبممارسات مثل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (الختان) وجرائم الشرف.
هل تعلمين أن معدلات الختان في بعض الدول العربية لا تزال تصل إلى ما يقارب ال ٩٠٪ من تعداد النساء؟
أثر هذا النهج على الطريقة التي نتعلم بها عن المتعة في المدارس في العالم العربي. أثناء مراهقتكِ، كان من المرجح أنك – مثلنا جميعًا – كنتِ وقعت في واحد من هذين الموقفين: إما أنك لم تتلقي أي تربية جنسية في المدرسة على الإطلاق، أو أنك تعلمت عن السائل المنوي و تخصيب البويضة، وعن الدورة الشهرية وآلامها، وضرورة الحذر لتجنب الحمل. لم نتعلم أبدًا عن المتعة ، والتخيلات ، ولم نتعلم أبدًا عن تعقيدات النشوة الجنسية للإناث.
تكون النتيجة واحدة في كلا الحالتين، وهي أننا نشأنا مع غياب شبه معدوم لفهم المتعة لدى النساء. تحاول الكثيرات منا، في وقت لاحق من حياتنا، أن يعوّضن عن هذا النقص في المعرفة عبر خلال المحادثات مع الصديقات، وأفلام هوليوود، والمواد الإباحية، وغالبًا ما تترك لنا تلك المصادر صورة غير واقعية عن لماهية النشوة الجنسية لدينا.
تجد الكثيرات منّا لذلك صعوبة في تحقيق إمكاناتهن الجنسية الكاملة، وفي التواصل مع الشريك في السرير، وتقدير المتعة ومعرفة قدرتنا على الوصول إليها.
نؤمن في موج، بحق جميع النساء في فهم هذا الجانب من أنفسهن والتعرف عليه، في وقتهن الخاص وبشروطهن الخاصة.
بماذا نحس أثناء النشوة الجنسية؟
تعتبر النشوة رد فعل جسدي على التحفيز الجنسي الجسدي أو الذهني. عندما تُثار المرأة جنسيًا، يزداد تدفق الدم إلى أعضائها التناسلية، وتتقلصّ عضلاتها، وقد يزيد معدل ضربات قلبها وتنفسها أيضًا. قد تتعرق المرأة خلال هذا التصاعد في الأحاسيس أيضًا، ويثقل تنفسها، وترتعش شفتاها، في نقطة الذروة، أو النشوة، يتم إطلاق كل هذا التوتر. يختلف الشعور من امرأة إلى أخرى، ولكنه غالبًا ما يتميز بإطلاق ممتع وتقلصات عضلية قد تتضمن تقلصات مهبلية، كما وتشهد بعض النساء مما يسمى بالـ”التدفق” ، أو القذف الأنثوي.
يُطلق بعد ذلك الإندورفين في مجرى الدم، ليعطي مشاعر الفرح والخفة والدفء، وعادةً ما تختلف شدة النشوة، فقد تجدين بعضها مذهلًا وشديد الروعة، فيما يكون البعض الآخر أكثر اعتدالًا.
كيف نصل إلى النشوة؟
يعتبر تحفيز البظر الطريقة الأكثر شيوعًا للوصول للنشوة الجنسية لدى النساء، إذ يحتوي البظر على آلاف النهايات العصبية، مما يجعله شديد الحساسية عند اللمس. ليس البظر مجرد “زر” صغير بين ساقي المرأة، بل هو في الواقع عضو داخلي أكبر بكثير، وهو لا يزال مجهولًا لمعظم الناس. علينا أن نفكر في البظر كأنه جبل جليدي، لا يظهر منه فوق السطح إلا جزء صغير.
يمكن أن يكون تحفيز البظر خارجيًا عبر الحشفة الظاهرة أو على طول الفرج، أو داخليًا إذ يقع معظم البظر تحت الجلد ويمكن تحفيزه من خلال الإيلاج.
لاحظ العلماء بأن البظر يشبه القضيب بشكل كبير من حيث الشكل والوظيفة لجهة الإثارة الجنسية، إذ ينتصب كلا العضوين عند الإثارة.
بالإضافة لهذه الطرق، هناك العديد من الطرق أخرى للوصول إلى النشوة، لكنها أقل شيوعًا، فقد تصل بعض النساء إلى النشوة عبر تحفيز الثديين، إو المنطقة المحيطة بالشرج، أو أي من المناطق الحساسة الكثيرة في الجسد. القاعدة الأهم هي أن كل امرأة تختلف عن الأخرى، لهذا، فإن أفضل طريقة لاكتشاف ما تحبينه هي أن تجربي بنفسكِ. إذا كنتِ مهتمة بمعرفة ما يثيرك، جربّي أن تصلي إلى النشوة واكتشفي بنفسك !
هل توجد أنواع مختلفة من النشوة؟
من حيث المبدأ، نعم. كما ذكرنا أعلاه ، يمكن أن تشعري بالنشوة الجنسية عند تحفيز البظر، كما يمكن الوصول إلى النشوة عبر الثديين، وهناك نوع آخر، وهو النشوة التي تأتي عند تحفيز عنق الرحم (مدخل الرحم الموجود في أعلى المهبل).
ترتبط قدرتك على الوصول إلى هذه الأنواع من النشوة ارتباطًا وثيقًا ببنيتك الجسدية، مثل مدى بُعد البظر عن المهبل، أو عدد النهايات العصبية لديكِ، ومدى حساسية أجزائك المختلفة. من المهم ملاحظة أن مراحل دورتك الشهرية تؤثر أيضًا على أنواع النشوة وقوّتها.
ما هو الفرق بين النشوة المهبلية ونشوة البظر؟
تنبيه: غالبية النساء لا يصلن إلى النشوة المهبلية، بل إن واحدة بين كل أربع نساء، أي ما نسبته 25% فقط يختبرن النشوة الجنسية خلال الجماع من دون أي تحفيز للبظر – بغض النظر عن المدة التي تستغرقها العلاقة، أو هوية الشريك، أو إحساس المرأة ومدى شعورها بالراحة أثناء الجماع.
ترغمنا وسائل الإعلام والمواد الإباحية، والمجتمع الأبوي وغيرها من الوسائل على الإعتقاد الخاطئ بأن النشوة الجنسية التي تحدث عند الإيلاج، أو ما يعرف بالنشوة المهبلية هي أكثر أشكال التعبير الجنسي صحة واتزانًا، ونتيجة لذلك، تشعر الكثيرات منا بأن هناك مشكلة إذا لم نتمكن من الوصول إلى النشوة الجنسية عبر الإيلاج وحده. قد تشعرين بأن الجميع يحصلن على النشوة المهبلية إلا أنتِ، لكنك لست وحدكِ، إذ تحتاج ٧٠-٧٥٪ من النساء إلى تحفيز البظر من أجل الوصول إلى النشوة الجنسية.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الأبحاث الحديثة أن النشوة المهبلية هي في الأساس نشوة في البظر، إذ تزيد فرص تخفيز البظر كلما اقترب البظر من فتحة المهبل. (تذكري أن غالبية البظر تقع تحت الجلد، كما هو موضح في الرسم أعلاه).
لا يزال هذا الأمر موضع جدال وخلاف بين علماء وخبراء الجنس، نؤمن في موج إيمانًا راسخًا بوصول كل مرأة إلى ما يناسبها ويريحها، دون أن تقلق أو أن تبحث عن مثال أو صورة معيّنة للجنس.
فوائد النشوة الجنسية
أصبحنا في عام ٢٠٢١، وما زلنا لا نعرف بالتحديد سبب النشوة الجنسية لدى النساء. في حين أن للنشوة الذكورية دور وهدف واضحان للغاية في عملية الإنجاب (أي عملية نقل الحيوانات المنوية) إلا أن النشوة الجنسية الأنثوية بلا فائدة إنجابية. بدلًا من ذلك، هناك عدد من النظريات المتباينة والمتضاربة في بعض الأحيان حول هذا الأمر. يعتقد بعض العلماء أن النشوة كانت ضرورية في السابق لإطلاق البويضة وأن الجسد الأنثوي قد تطور منذ ذلك الحين لإطلاقها تلقائيًا دون الحاجة إلى النشوة الجنسية. تقترح نظرية أخرى، أنه نظرًا لأن نمو الذكور والإناث يبدأ بنفس النسيج الجيني في الرحم، فللنساء ببساطة رعشات كما للرجال.
تفترض كلتا المدرستين الفكريتين أن النشوة الأنثوية اليوم لا تخدم أي غرض حقيقي. وفقًا للباحثين في جامعة روتجرز في الولايات المتحدة، من الصعب تخيل ذلك. يوضح البروفيسور باري كوميساروك: “يتم تنشيط كل النظم في الدماغ تقريبًا أثناء النشوة عند النساء.”، “إنها ظاهرة كبيرة، لا بد أن لها وظيفة.”
اقترحت نظريات أخرى أسبابًا ووظائف مختلفة، ومنها الترابط من خلال المتعة، والسيطرة على الألم، وتعزيز المناعة. مهما يكن السبب، هناك شيء واحد واضح ومؤكد: علينا أن نكتشف ونتعلم الكثير عن جسد المرأة.
وبينما يتجادل العلماء حول اسباب النشوة، نود أن نركز على أسباب حبنا لها وامتناننا لوجودها!
النشوة ممتعة، ولهذا في حد ذاته فائدة
إذ يمكن للإفرازات الهرمونية التي تزيد من السعادة أن تحسن مزاجك، وأن تخفف الألم والتوتر، وأن تعزز المناعة، وأن تساعدك على النوم بشكل أفضل.
يرتبط هرمون آخر بقوة بالنشوة الجنسية وهو الأوكسيتوسين، المعروف أيضًا بـ “هرمون الحب”. ثبت أن هذا الهرمون يجعلنا أكثر تعاطفًا وحبًا وانفتاحًا على مشاعرنا، ويلعب دورًا رئيسيًا في مساعدة الشركاء على الترابط وعلى بناء علاقات طويلة الأمد ، كما يساهم في تخفيف التوتر والضغوطات.
تتعدد الفوائد الأخرى لهزات الجماع، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، زيادة تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك منطقة الحوض، وزيادة الضخ في القلب، مما يساهم في جودة صحتك بشكل عام.
أخيرًا، يمكن أن تساعد الانقباضات العضلية المرتبطة بالنشوة الجنسية في تقوية قاع حوضك، وإعطائك تحكمًا أفضل في وظائف المثانة.
مخاوفك الأكثر بحثاً على Google
فجوة النشوة الجنسية
وفقًا لبحث يعود تاريخه إلى عام ٢٠١٠، تميل النساء -في العلاقات بين الجنسين- للقول إن الجنس لم يكن ممتعًا في العام الماضي، أربع مرات أكثر من الرجال في العلاقة، في حين يصل الرجال إلى ٢٠-٥٠٪ نشوة أكثر من النساء في العلاقة. لماذا يا ترى ؟
تعود أسباب ذلك أولًا ، إلى حقيقة أن ٧٥٪ من النساء يحتاجن إلى تحفيز البظر من أجل الوصول إلى النشوة الجنسية، مما يعني أن معظمنا لن يصلن إلى النشوة من الإيلاج وحده. ولسوء الحظ، ترسم وسائل الإعلام، والصناعات الإباحية – وهي المصادر التي تتعلم الكثيرات منا عن الجنس عبرها- صورة غير واقعية للجنس، إذ يكون السيناريو الذي تصوره غالبًا على الشكل الآتي: يقبّل الرجل المرأة (في بعض الأحيان)، ثم يدخل القضيب إلى المهبل، وبعد مدّة وجيزة ، يصل كلا الشريكين إلى النشوة، أحيانًا في وقت واحد حتى. يُعتبر هذا السيناريو، شديد البعد عن الحقيقة لدى معظم النساء.
تمنع مثل هذه السيناريوهات والخرافات التي تغذيها المواد الإباحية والإعلانات العديد من الرجال من معرفة الطرق التي تجعل التجربة ممتعة للشريكة – ولا تساعدهم كذلك حقيقة أن النساء أحيانًا يزيّفن النشوة. بالإضافة إلى ذلك، يسهم كل ذلك في إحساس النساء بأنهن يعانين من خطب ما، إذا لم يستطعن الوصول إلى النشوة عند الطلب.
ارفعي يدكِ إذا سبق لك أن زيفت النشوة الجنسية لأحد الأسباب التالية:
- لم يعرف شريكك التعامل مع جسدك.
- لم تتكبدي عناء الشرح له.
- شعرت بأن وصوله إلى النشوة أهم من وصولك لها.
ليست هذه إلا بعض الأسباب التي تجعلنا نفضل أحيانًا تزييف النشوة والتظاهر، ولكن ماذا لو قلنا لك بأن التظاهر يقلل فرصك في تعميق علاقتك بشريكك، بالإضافة إلى الضرر الذي يحدث له وللنساء الأخريات. يستحق الرجال أن يعرفوا أن نشوتك لا تأتي دائمًا بسهولة، كما هي بالنسبة لهم وأن يتعلمّوا كيفية تبادل المتعة.
حسنًا، يمكنكِ أن تُنزلي يدك، وأن تقرأي هذه النصائح التي قد تساعدك في التواصل مع شريكك حول هذه المواضيع.
النصيحة الأولى
عليكِ أن تعرفي الأشياء التي تعجبك عندما تكونين بمفردك، لكي تتمكني من توضيحها بعد ذلك لشريكك. حاولي قضاء بعض الوقت في التعرف على جسدك وتخيّلاتك.
النصيحة الثانية
الآن، وبعد أن تعرفتِ على الأمور التي تُعجبك، عليك أن تعرفي كيفية الحديث عنها وإيصالها للشريك. يعتبر اختيار الوقت المناسب أحد أهم العوامل في التواصل، بالإضافة إلى اعتماد طريقة غير اتهامية، تكون نابعة من صدق مشاعرك. صارحي الشريك بحقيقة أن الجنس لم يكن ممتعًا لكِ، ولا تخافي أبدًا من طلب ما تريدين.
النصيحة الثالثة
في الظروف المثالية ، سيسمعك الشريك بانفتاح، وسيسعى لاكتشاف ما يعجبك، ولاستكشاف لذاتك معك. أما إذا أحس شريكك بمشاعر الإتهام أو الفشل، وحاول إبعاد اللوم عنه، فيمكنك مصارحته بالإحصائية التالية: تحتاج ٧٥٪ من النساء إلى تحفيز البظر من أجل الوصول إلى النشوة الجنسية. أنتِ لستِ الاستثناء، أنتِ القاعدة. الآن، وبعد أن أدرك شريكك ذلك، يمكنك البدء بتجربة العديد من الوضعيات والأدوات التي ستوصلك إلى النشوة الجنسية.
معلومة مسلية
يؤدي الجنس الفموي، في أي نوع من الإتصال الجنسي، سواء كان مع شرك طويل الأمد، أو في علاقة أولى، إلى مضاعفة فرصك في الوصول إلى النشوة الجنسية.
النصيحة الرابعة
من المهم أن تكوني واضحةً حول ما يعجبك وما تريدينه في غرفة النوم، ولكن قول ما تريدينه بطريقة إيحائية، قد يساعد شريكك على الشعور بالمزيد من الشراكة والتواصل. يمكنك أن تقولي مثلًا، “أود حقًا أن نجرب هذه الوضعية، أو اللعبة الجديدة معًا.”
النصيحة الخامسة
لا تنسي أن تستمتعي!
ملاحظة
علينا أن ننتبه إلى أن هذه الفجوة لا ترتبط بقدرة النساء أو رغبتهن على الوصول إلى النشوة الجنسية، إذ تصل معظم النساء، إلى النشوة الجنسية بنفس السرعة لدى الرجال، عند إمتاع الذات، أي بعد أربع دقائق تقريبًا. تفنّد هذه الحقيقة الخرافة التي تزعم بأن النشوة الجنسية تأتي بشكل أسهل لدى الرجال، وتؤكد لنا شيئًا مهما: يصل النساء والرجال إلى النشوة بنفس السرعة والسهولة، إذا ما توفرت العوامل المناسبة.
كيفية الوصول إلى النشوة بشكل أفضل، ومرات أكثر
لوحدِك
مارسي اكتشاف ذاتِك وإمتاعها.
لا يمكننا التشديد بما يكفي على فوائد اكتشاف الذات. يتمتع جسمك بقدرة هائلة على الإمتاع، وإمتاع الذات هو الطريقة المثلى للتعرف على الجسد، واكتشاف الأشياء التي تعجبك، وتلك التي تُزعجك. سيساعدك إمتاع الذات أيضًا على التواصل مع شريكك حول ما تفضليه، هل تحبين تحسس حلماتك مثلًا، أم أن فخذيك من الداخل أكثر حساسية؟
أضيفي المزيد من الخطوات.
بدلاً من ملامسة البظر مباشرةً، حاولي إضافة المزيد من الخطوات وملامسة المزيد من أجزاء الجسم لتكثيف تجربتك.
يمكنك على سبيل المثال، البدء بتدليك الثديين، أو بمداعبة الجزء الداخلي من فخذيك قبل التوجه نحو الفرج. عند مداعبة الفرج، تذكري أن بظرك ليس الجزء الوحيد الذي يحتوي على نهايات عصبية حساسة، إذ تُعتبر الشفتان الداخلية والخارجية، والمنطقة المحيطة بالبظر مناطق تحمل الكثير من اللذة أيضًا. حركي أصابعك وخذي وقتك لحين الوصول إلى البظر.
انظري إلى فرجك في المرآة.
ينتظرك عالم من العجائب بين رجليك، قد تشعرين بالدهشة أو الذهول، إذا كانت هذه المرة الأولى التي تنظرين فيها إلى فرجك في المرآة. كلما نظرتِ إليه أكثر، كلما أصبحتِ أكثر دراية بمظهر فرجك الفريد، وكلما بدأت بتقديره بشكل أكبر. انظري إلى فرجك عندما تكونين مُثارةً، وعندما لا تكونين، وابحثي عن التغيرات الفسيولوجية (كتضخم الشفرين مثلًا) لفهم تأثير الإثارة على جسمك.
مارسي المتعة الذاتية بوعي.
نقضي معظم يومنا بالتفكير وبالأفعال، لكننا لا نخصص إلا وقت قليل للشعور. تزدحم الأفكار السلبية، والعار، والواجبات والرغبات أحيانًا في عقولنا، لكن المتعة تتطلب أن تتخلي عن كلّ ذلك وأن تغوصي في الشعور بجسدك.
لممارسة المتعة الذاتية اليقظة أو الواعية، خصصي بعض الوقت للمتعة، دون أن تتعجلي، أن أن تقلقي من أن يقاطعك شيء أو أحد ما. ركزي على أحاسيسك، واستمعي إلى جسدك، بدلًا من التفكير بما يفترض أن تشعري به.
استعملي المزلق الحميمي عند إمتاع الذات.
يمكن أن تساعد المزلقات في إضفاء سلاسة على التجربة عبر السماح لأصابعك (أو أي أداة تختارينها) بالانزلاق بين أجزاء الفرج. إذا كنتِ تعانين من جفاف المهبل ستساعدك المزلقات على جعل مداعبة المهبل أكثر متعة، بالأخص إذا كنتِ تستخدمين لعبة.
تقدم معظم الشركات المصنعة للمزلقات تركيبات إضافية يمكن أن تخلق أحاسيس إضافية، مثل الدفء أو الوخز الخفيف، والتي يمكن لها أن تضيف بعض الإثارة والتنوع إلى تجربتك.
مع الشريك
التواصل ثم التواصل ثم التواصل
لا يمكننا التشديد بما يكفي على أهمية التواصل والحميمية، إذ يعتبرا المفتاحين الأساسيين لنشوات أفضل وأكثر تكرارًا. لا تخافي من أن تطلبي ما تريديه ، وأن تعبري عن نفسك في غرفة النوم، وأن تقولي أشياء مثل “أحس بشعور رائع عندما تفعل ذلك، من فضلك لا تتوقف”. أما إذا بدا لك أن الشريك قد ابتعد عن مناطق لذّتك، فأعيدي توجيهه برفق.
وسّعي تعريفك للجنس.
أظهرت الأبحاث إلى ازدياد احتماليات وصول المرأة إلى النشوة الجنسية عندما يستمر الجنس لمدة خمسة عشر دقيقة أو أكثر، يدفعنا هذا لنفكر في توسيع تعريفنا للجنس. في الواقع ، قد يؤدي تعريفنا للجنس على أنه عملية الإيلاج فقط، إلى تقليل المتعة، وإلى تجربة تنتهي بشكل أسرع، وتكون غالبًا مخيبة للآمال، وتعتمد بشكل أساسي على المدة التي يمكن لشريكك الاستمرار فيها. كما أن التوجه مباشرةً إلى الإيلاج قد يعني أنك في العديد من الأحيان لن تكوني مثارةً بالقدر الكافي مثل شريكك. هناك عالم من المتعة والإستمتاع، أبعد من نطاق القضيب في المهبل. اكتشفي ما يعجبكِ ويعجب شريكك، وافعلا ما يحلو لكما – بغض النظر عن التسميات والتعريفات والتوقعات.
مارسي الجنس بوعي.
يرتكز الجنس الواعي، أو اليقظ، كما المتعة الذاتية اليقظة، على التواجد في اللحظة الحالية وفي الوقت الحالي، والإنتباه إلى جميع الأحاسيس التي تنشأ. لا تقلقي بشأن مظهركِ أو صوتكِ ودعي جانبًا، قائمة الأشياء التي تحتاجين إلى القيام بها في ذلك اليوم.
إن التنبه إلى حواسك الخمس، هو إحد أسهل الطرق التي تؤدي إلى الجنس الواعي، انتبهي لما يفعله شريكك بجسمك، لإحساس جسديكما، لرائحة الجلد، وطعم الشفاه، وصوت تنفسك… اتبعي جسدك ولذّتك. قد يكون الأمر صعبًا في البداية، ولكنك ستعتادين مع الممارسة، وسيصبح الأمر أسهل.
ركزي على البظر
كما ذكرنا آنفًا، تحتاج ٧٥٪ أو أكثر من النساء إلى تحفيز البظر للوصول إلى النشوة الجنسية. يمكنك دمج البظر في تجربتك الجنسية بطرق عديدة، سواء كان ذلك عن طريق الجنس الفموي، أو أثناء الجماع، أو استخدام لعبة مثلًا. كما أنه لا حرج في إمتاعك لبظرك بنفسك أثناء الإيلاج، إذ تشير العديد من النساء إلى أن هذه واحدة من أكثر الطرق فعاليةً للوصول الى النشوة بالتزامن مع الشريك.
جربي أشياء جديدة مع الشريك.
يمكن أن تضيف تجربة الوضعيات والمواقع والأدوات الجديدة المزيد من الإثارة والمتعة على الجنس، ولكنها قد تتضمن أحيانًا بعض الإرهاق أو الحرج، لذا، من المهم أن تتعاملا معها بعقلية المبتدئين. لا تركزا بشدة على النشوة، واستمتعا فقط وتسليّا.
استخدما المزلق.
يمكن أن يكون لاستعمال المزلقات أثناء ممارسة الجنس نفس التأثيرات الإيجابية التي تضفيها على ممارسة المتعة الذاتية. إذا كنتما تستخدمان واقيًا ذكريًا مصنوعًا من مادة اللاتكس ، فتأكدا من شراء مزلق بدون زيت، لأن الزيت قد يؤدي إلى إتلاف اللاتكس.
جربي تأخير النشوة.
تأخير النشوة هو في الأساس عملية بناء النشوة، ولكن مع التوقف قبل الوصول إليها مباشرة، وتكرار ذلك عدة مرات. سنشرح: فلنعطي مثلًا سلّمًا من ١ إلى ١٠، يكون فيه رقم ٠ لإحساسك بلا شيء على الإطلاق، والرقم ١٠ لوصولك للنشوة. حاولي أن تصلي في اللذة إلى رقم ٧ أو ٨، ثم توقفا أنت أو شريكك لبرهة، يسمح لك ذلك بالعودة إلى رقم ٥ مجددًا، ثم بمعاودة التصاعد مجددًا. عندما تصلين إلى النشوة الجنسية أخيرًا، ستكون أكثر حدة وقوّة ومتعة! إسألي مجرّب !
لا تتظاهري.
كما أوضحنا للتو ، فإن التظاهر بالنشوة الجنسية دون حصولها، هو أمر مضر لك ولشريكك!
تكذيب الخرافات
الخرافة الأولى
بقعة جي
كانت بقعة جي، أو G-spot الشغل الشاغل في التسعينيات وأوائل القرن الواحد والعشرين. أفادت قلّة من النساء المحظوظات بوصولهنّ لنشوة جنسية عبر بقعة حي، في حين حاولت أخريات عبثًا الوصول إلى هذه النشوة. نلاحظ حتى اليوم، بأن أي بحث سريع على google سيعطي معلومات متضاربة حول ما إذا كانت هذه البقعة موجودة أم لا، فيما يصفها أنصارها بأنها بقعة ذات حساسية عالية، تقع على الجدار الأمامي الداخلي للمهبل (باتجاه السرة)، بينما يدعي المنكرون لها بأنها غير موجودة بالفعل. مع أي فريق أنت؟
يفيد الإجماع العلمي اليوم بأن بقعة جي ليست نقطة معينة في الواقع، بل هي منطقة، ووفقًا للباحثين في جامعة روتجرز نيوارك، فإنها لا تشكل كيانًا تشريحيًا واحدًا، بل هي “العديد من الهياكل المثيرة للشهوة الجنسية التي تتركز جميعها في منطقة جدار المهبل الأمامي خلف العانة”، وتشمل كذلك أجزاء البظر الواقعة تحت الجلد.
تشتمل هذه المنطقة أيضًا على غدتين صغيرتين، وهما غدتي “سكين” اللتان تنتجان سائلًا يعمل كمزلق للإحليل، وقد يفسر ذلك سبب إطلاق بعض النساء للسوائل -أو ما يعرف بقذف الإناث- عند تحفيز البقعة جي.
تبقى التجارب الشخصية، هي المقياس الوحيد الذي لا جدال فيه، في حين تظل هذه المنطقة الصغيرة والحميمة موضع نقاش علمي كبير. تشرح النساء اللواتي وصلن إلى النشوة عبر بقعة جي، بأن هذه النشوة تختلف تمامًا عن النشوة الجنسية العادية. تكمن الطريقة الوحيدة لاكتشاف ذلك بنفسك في الاستمرار بالتجربة. فيما يلي طريقتان لتجربة تحفيز البقعة جي بنفسك:
- لوحدكِ: أدخلي إصبع أو إصبعين في المهبل، في حوالي ثلثي المساحة، وحركيهما كما هو موضح في الرسم التوضيحي أدناه.
- مع الشريك: يمكنك إرشاد الشريك حول كيفية العثور على هذه المنطقة باستخدام أصابعه، أو يمكنك تجربة الوضعيات العديدة التي ربطتها النساء بالنشوة في بقعة جي، ومنها وضعية راعية البقر أو الوضع الكلابي (doggy style).
تذكري دائمًا، بأنه لا مشكلة في عدم العثور على بقعة جي الخاصة بك، لأن جسدك يمتلئ بعالم من المتعة، معها أو بدونها!
الخرافة الثانية
يمكن لكل امرأة أن تصل إلى النشوة المهبلية.
تفيد دراسات بعض خبراء الجنس والعلاقات، بأن أي امرأة قد تصل إلى النشوة المهبلية، بعد التركيز والممارسة الكافيين، مع ذلك، وكما ذكرنا قبلًا، فإن الإجماع العلمي يجزم بأن هذا التعميم غير صحيح، وأن قدرة المرأة على الوصول إلى أنواع مختلفة من النشوات تعتمد بشكل كبير على بنيتها الجسدية، وبنية أعضائها، مثل مدى قرب بظرها من مهبلها، وأي أجزاء من جسدها تكون أكثر حساسية.
الخرافة الثالثة
تعتبر النشوة المهبلية أفضل من نشوة البظر.
كنا قد ناقشنا هذا الموضوع فيما سبق، إلا أننا نريد أن نطرحه مجددًا هنا، لكثرة الجدل الذي يثيره، إذ تفيد النساء اللواتي وصلن إلى النشوة المهبلية، أو إلى النشوة الآتية من عنق الرحم، بأنهن شعرن بأنها مختلفة، وأنها أكثر حدة من نشوة البظر، إذ تتسع هذه النشوة لتشمل اجزاء كثيرة من الجسم، على عكس نشوة البظر التي تكون مركزّة في مكان واحد.
ما سبب ذلك إذًا؟ وفقًا للباحثين في جامعة روتجرز، فإن “الأعصاب التي تنقل الإحساس بالبظر تختلف عن أعصاب المهبل والحوض التي تنقل الإحساس المهبلي، لذلك لا يكون مستغربًا أن تختلف أحاسيس النشوات التي تتم عبر تحفيز هذه الأعصاب المختلفة.” وفي حين تبدو هذه النشوات مختلفة بالفعل، لا يوجد دليل أو سبب يجعل أحدهما أفضل من الآخر. ركزي على الاستكشاف والتجريب، لمعرفة ما هو أنسب لجسمك الفريد ومتعتك.
الخرافة الرابعة
يجب أن ينتهي الجنس بالنشوة الجنسية.
هذا غير صحيح، يجب أن يكون الجنس بالتراضي، وأن يكون الجنس ممتعًا ، لكن ليس من الضروري أن ينتهي بالنشوة الجنسية. يعتبر هذا المفهوم الخاطئ، المسؤول الأول عن الكثير من الضغط والتوتر الذي يمكن أن يجعل التجربة جنسية غير ممتعة ومقلقة في الواقع.
من الرائع أن تنتهي تجربتك الجنسية بالنشوة، ولكن من الرائع أيضًا، أن تستمتعي دائمًا، سواءً مع النشوة أو بدونها.
الخرافة الخامسة
يجب على المرأة أن تصرخ أو تئن أو تهتز عند الوصول إلى النشوة الجنسية.
أظهرت لنا الصناعات الإباحية، والأفلام المرأة وهي تصرخ أو تأنّ أو ترتجف أو تظهر على وجهها ملامح معينة عند وصولها للنشوة، لكن الحقيقة تؤكد لنا عدم وجود طريقة واحدة صحيحة لتجربة النشوة الجنسية. قد تصرخ بعض النساء بالفعل، أو قد يرتجفن، ولكن هذه ليست قاعدة عامة.
قد يقلل تركيز طاقتك على أدائك من تجربتك وتفكيرك في النموذج الذي يبدوا عليه الجنس من متعتك، إذ يخرجك من التركيز على جسدك حين تصلين إلى النشوة.