في قصص أسرار ليلة الدخلة الساخنة , تهلهل وجه العريس أنور بالفرح و السرور , تزوج فتاة جميلة جدا , أو بالأحرى كما اشتهى أن تكون الفتاة. الوجه جميل , لقد بدت صغيرة الحجم كأنها دمية , بيضاء كأنها قدّ من رخام , بديعة التكوين كأنها من صنع فنان , هيفاء , رائعة الخصر , رشيقة القوام و الخطى.. بزازها يظهر على أنه صغير الحجم , إلا أنه مميز جدا و بارز. طيزها آخذ بالطول , مسطّح , و مع ذلك يبدو مذهلا بطراوته السمحة. و لعل الحمرة التي تتمازج مع لون بشرتها جعلها في نظر المعجبين و الأقرباء لوحة نادرة الجمال. انتهى العرس.. و استعد أنور و العروسة لتوديع الأهل و الأحباب , و لكل من كان حاضرا في هذه الليلة الجميلة , أو ما تعرف بليلة الزفاف. ركب أنور السيارة الفاخرة و ركبت معه فتاته الجميلة و انطلاقا إلى المنزل. و عند و صولهما , مسك أنور العروس و حملها بين ذراعيه و دخل بها إلى المنزل.. اتجه بها إلى غرفة النوم , كانت العروس في خجل تام.. جلست فوق السرير في صمت , أما أنور فقد شرع ينزع ملابس العرس ليضعها في الدولاب.. فبقي في سليب شورت و قمصان أبيض ثم تناول المنشفة البيضاء و اتجه إلى زوجته و قبلها على جبينها و خرج من غرفة النوم متوجها إلى الحمام..
دخل أنور غرفة النوم و حزامه ملفوف بالمنشفة ,و زبه المنتصب يصرخ بالظهور من تحتها , نظرت إليه الزوجة التي لم تزل جالسة في مكانها في ابتسامة لطيفة.. كأنها تقول له ما أروع صدرك المفتولة عضلاته.وما أشهى زبك اللذيذ.. أما هو فقال لها ” يا حلوتي.. ألازلتي في مكانك؟” ثم ضحك و أضاف “إممم لعلك خجولة مني” فنظرت إيه الزوجة نظرة تعبر على الحزن و الندم إلا أن الزوج لم يتفطن إلى مغزى هذه النظرة.. فجلس أنور بجانبها فوق الفراش ممسكا إياها بكلى يديه ثم جذب رأسها إلى صدره و قال لها ” أنا أحبك جدا.. فلا داعي إذن بأن تكوني خجولة مني” ثم ضحك وقال “لم تكون كذلك في السابق..هههه” فضحكت الزوجة ضحكات لا تعبر عن صدق مخرجها.. فمد أنور يده إلى خدّها ورفع رأس زوجته و نظر إلى عينيها اللامعتين. فقالت له ” أنور.. أريد أن أسألك سؤال” فقال لها مسرعا ” نعم بالطبع” فقالت في صوت حزين ” هل تعدني بأن لا تتخلى عني مدى حييت , و إلى الأبد؟” فقال لها في عزم ” نعم… لن أتخلى عنك” فقالت مسرعة ” و مهما كانت الأسباب ؟” فقال لها ” أكيد..فأنا أحبك لا محالة” فصممت الزوجة فأدرك أنور ذلك فأسرع بالسؤال ” حبيبتي..و لكن لماذا قلتي ذلك؟ أعني.. هل هنالك شيء.. أو ماذا بك؟” حينئذ بكت الزوجة بنبرة حزينة.. فقال أنور “آآآهه أظن أنه هنالك أمر ما بالفعل.. هيا قولي لي ما هو” لكن الزوجة استمرت بالبكاء.. فكرر أنور سؤاله رافعا رأس زوجته ينظر عينيها ” قولي لي ما بك؟” حينئذ شعرت الزوجة بأنه لا سبيل إلى كتم الخبر فقالت بصوت حزين” أنور.. أنا لست عذراء” فصمت أنور و كأنه لم يدرك بعد ما قالته الزوجة إلا بعد لحظات كأنها لحظة سبات فأسرع بالقول مستغربا ” ولكن… كيف ذلك؟” ثم صمت و أضاف ” ولكن..ماذا تقولين؟ أأنت جادة في قولك؟” فلم تجب الزوجة زوجها إلا بالصمت. وقف أنور من مكانه تاركا عروسه متسمرة في مكانها الذي لم تتزحزح منه منذ قعودها. خرج أنور من غرفة النوم.. جلس على الأريكة في الصالون.. واضعا يديه على رأسه.. قائلا في نفسه ” أليست هذه خيانة؟ إنها الخيانة بعينها.. كيف لا.. أعرف هذه الفتاة منذ أكثر من ست سنوات.. لم تبح بهذا الخبر أبدا.. لم تصارحن بالخبر.. لكن.. لماذا؟ ” ظل أنور يتساءل في حيرة.. فأسرع إلى الخزانة القابعة أمام نظره و جلب علبة سجائر ..و أخذ يلتهم السيجارة التهاما سريعا.. و يا لها من أسرار ليلة الدخلة الساخنة
أنهى أنور سيجارته السادسة..ثم قام من مكانه و دخل غرفة النوم.. وقف ينظر إلى زوجته التي لم تتحرك من مكانها..منحنية , تلاصقت ركبتيها برأسها , فبدت في نظرأنور ككومة من غضب. فقال في تشنج ” متى كان ذلك؟..” صمتت الزوجة و كأنها لا تدري بأن السؤال موجها لها. فكرر أنور السؤال بصوت مرتفع و بغضب “قلت متى كان ذلك؟” ثم أضاف بصوت أضعف بقليل يسخر من ذاته ” يا لحماقتي.. أكان ذلك قبل أن أعرفك أم.. أرجو أن لا يكون ذلك حصل في فترة السنين الست” فتمتمت الزوجة بصوت خافت يخنه الحزن و البكاء” منذ.. ثلاث سنوات”. مسح أنور وجهه بكف يده قابضا على ذقنه الأملس.. ثم ضحك ضحكة هستيرية لم يكف عنها إلا بعد فاجأته اللحظة فقال بعد أن طلب من زوجته الوقفوف.. و انتظر وقوفها البطيء , جسدها يرتعش.. محنية الرقبة تنظر إلى الأسفل ” ثلاث سنوات.. ماذا سأقول غير أنك..” فقالت الزوجة بعد أن نظرت إلى عينيه الحزينتين ” لا.. لا تقلها أرجوك..” ثم أضافت ” سأروي لك ما حصل بالتفصيل..” فقال لها أنور في غضب ” و ما ينفع ذلك.. ألم تدرك بعد ما فعلته؟ لن يكون همّي مع من أو بالعذرية أو غير ذلك لقد.. خنتني مرّتين.. لقد كذبتي . أبدو في محلّ الأحمق” فقالت الزوجة في نبرة تطلب الاستعطاف “أرجوك..” جلس أنور على كرسي من صوف مقابلا زوجته التي جلست على السرير ينتظر روايتها.. لكن هل ما سترويه الزوجة سيكون صادقا؟ و هل ستغير الرواية مجرى الأحداث ؟ ذلك ما سنراه في الجزء الثاني من قصة أسرار ليلة الدخلة الساخنة