خصوبة الرجال: عشر نصائح للرجال الذين يحاولون الإنجاب


ليس دعابة القول إن إنجاب طفل يتطلب من منظور علم الأحياء وجود ذكر وأنثى. بجدية أكثر، يمكننا القول أنه يتطلب تضافر عمل جهازين تكاثريين أحدهما ذكري والآخر أنثوي. ورغم وقوع العبء الأكبر -كما يبدو للعيان- في عملية الإنجاب على جسد الأنثى، من حيث حملها للطفل عدة أشهر قبل وضعه، يقع على عاتق الرجل عبء خفي يتمثل في عملية الإخصاب ذاتها. فعلى جهاز الرجل التكاثري أن يُشكل حيوانات منوية بجودة معينة، لتكون قادرة على اختراق البويضة داخل جسم الأنثى وتلقيحها.

حتى يحدث الإخصاب، لا بد أن ينتصب القضيب الذكري بدرجة كافية، وأن يحافظ على هذا الانتصاب فترة معينة كما ينبغي.

1. تخلص من الوزن الزائد​

تتحدث الدراسات عن تأخر الإنجاب عندما يكون الزوج بدينًا أو سمينًا بعض الشيء، مقارنةً بالأزواج ذوي الأوزان المعتدلة، يكمن الفارق بين الحالتين في الحيوانات المنوية، إذ تؤثر البدانة والوزن الزائد في جودة الحيوانات المنوية وتقلل أعدادها، وتنقص أيضًا من قدرتها على الحركة. هذا إلى جانب احتمال تأذي الحمض النووي الموجود في نطاف الرجل البدين، وهو احتمال أكبر مقارنةً بالرجل معتدل الوزن.

تذكر دراسة أخرى أن احتمالية انخفاض أعداد الحيوانات المنوية عمومًا والنشطة منها خصوصًا أكبر لدى الرجل البدين مقارنةً بمعتدل الوزن، ما يعني انخفاض خصوبة الرجل الذي يعاني البدانة. أرجع الباحثون ذلك إلى الدهون التي تكون مستوياتها مرتفعة في حالة البدانة، وتأثير هذه الدهون في هرمون التستوستيرون -الهرمون الجنسي الذكري- والهرمونات الأخرى المرتبطة بعملية الإنجاب.

2.عالج مشكلاتك الصحية الأخرى​

تتحدث الدراسات عن تحسُّن خصوبة الرجال حال علاجهم الأمراض المزمنة التي يعانون منها، أي أن الرجل الذي يعاني أي مرض مزمن سيكون أقدر على الإنجاب حال علاج هذا المرض، لا سيما الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم أو السكري، أو ضبط المرض على الأقل. تتأثر خصوبة الرجل أيضًا في حالة أمراض كالتليُّف الكيسي ودوالي الخصية.

تناول الرجل بعض الأدوية لعلاج بعض الحالات المرضية، يؤثر في خصوبته وقدرته على الإنجاب، كبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم -حاصرات بيتا- والاكتئاب والقلق -مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية- ومسكنات الألم المزمن -المستحضرات الأفيونية طويلة الأمد- وضخامة البروستات -الفيناستريد.

أيضًا فإن أخذ جرعات داعمة من هرمون التستوستيرون يؤثر في خصوبة الرجل، بتقليل إنتاج الحيوانات المنوية، وفي بعض حالات تلقي العلاج الكيماوي أو الشعاعي لأنواع محددة من السرطان، يحدث العقم الدائم ويفقد الرجل خصوبته كليًا، لذا ينبغي في مثل هذه الحالات أن يناقش المريض مع طبيبه المعالج احتمال تأثير العلاج في خصوبته وقدرته على الإنجاب.

3. تناول الأطعمة الصحية​

إن العلاقة بين الحمية الغذائية وخصوبة الرجل لا تزال حتى الآن غير واضحة أو مفهومة كليًا، لكن يمكن القول بثقة إن تناول الغذاء الصحي، متضمنًا كمية كافية من الخضراوات والفواكه، التي تعد مصدرًا غذائيًا غنيًا بمضادات الأكسدة، تساعد جسم الرجل على إنتاج حيوانات منوية أنشط وأسلم من العيوب. أيضًا يجب أن يتضمن الغذاء الألياف والدهون غير المشبعة -تحديدًا وحيدة عدم الإشباع- الصحية والبروتين الصافي.

في سياق الحديث عن الغذاء وعلاقته بالخصوبة، يتبادر إلى أذهان الرجال السؤال عن أثر تناول المشروبات الغازية في أعداد الحيوانات المنوية. ما من دليلٍ علمي على أثر الكافيين الموجود في المشروبات الغازية في خصوبة الرجل، ويوجد دليل ضعيف على علاقة الكافيين الموجود في القهوة والشاي ومشروبات الطاقة بمشكلات الخصوبة عند الرجل.

4. مارس التمارين الرياضية بانتظام​

يشجِّع المختصون الرجال على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لأنها تساعد على تخفيف التوتر، وما يرافقها من شعور بالرضا عن النفس، إلى جانب آثارها بعيدة الأمد على صحة الإنسان عمومًا. لكن يُفضل الاعتدال كما في سائر الأمور، إذ تذكر دراسات أن الرجال الذين يمارسون التمارين الرياضية الشاقة ويشاركون في فعاليات سباقات التحمُّل، تتأثر لديهم مستويات هرمون التستوسترون ومن ثم تتأثر خصوبتهم.

درس العلماء رياضة ركوب الدراجة الهوائية وأثرها في تكوين الحيوانات المنوية، لما تتضمنه ممارستها من جلوس لفترات طويلة في وضعية ترفع من درجة حرارة منطقة الصفن والخصيتين، إلى جانب تعرضهما للاهتزازات والصدمات باستمرار، ما قد يسبب إصابة الخصيتين بالرضوض.

وجدت دراسة أن من يركبون الدراجة الهوائية خمس ساعات أسبوعيًا على الأقل، يعانون انخفاض أعداد الحيوانات المنوية وانخفاض حركيتها مقارنةً بمن يمارسون رياضات أخرى. ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الدراسة لمعرفة أثر ركوب الدراجة في وظيفة الحيوانات المنوية، لا سيّما مع قلة البيانات المتاحة.

5. تناول الفيتامينات​

ينصح المختصون بتناول مجموعة متعددة من الفيتامينات يوميًا. تتضمن الفيتامينات المتعددة المتاحة في الأسواق للرجال اليوم مجموعةً من مضادات الأكسدة كالفيتامين سي وإي والسيلينيوم والزنك. وجدت الدراسات أن مضادات الأكسدة تزيد أعداد الحيوانات المنوية وحركتها زيادة طفيفة، وهو أمر طبيعي إذا عرفنا دور مضادات الأكسدة في حماية خلايا الجسم من الجذور الكيميائية الحرة، وحماية الحمض النووي في هذه الخلايا خصوصًا.

6. انتبه لتغيرات الخصوبة الطبيعية المرتبطة بالعمر​

نستطيع أن نشبه خصوبة الإنسان -ذكرًا أو أنثى- خلال الحياة بساعة مضبوطة على موعد محدد. يختلف الأمر بين الذكر والأنثى، فالأنثى تفقد خصوبتها في وقت أبكر من الذكر. توصلت الأبحاث إلى حقيقة مفادها انخفاض جودة السائل المنوي وكميته عند الرجل مع تقدمه في العمر، إلى جانب انخفاض أعداد الحيوانات المنوية السليمة في سائله المنوي وتراجع حركتها، إضافةً إلى قابلية الحمض النووي في هذه الحيوانات للعطب. ما يعني انخفاضًا في خصوبة الرجل، وازدياد صعوبة حدوث الحمل، حتى حال حدوث الحمل فإن احتمال حدوث التشوهات الجنينية أكبر، بسبب الخطورة العالية لعطب الحمض النووي للحيوانات المنوية، وكلَّما تقدم الرجل في العمر، تراكمت الطفرات العشوائية أكثر، ما يزيد احتمالية تمرير هذه الطفرات إلى الجنين.

7. أقلع عن التدخين​

ربطت الدراسات العلمية التدخين بانخفاض جودة الحيوانات المنوية، نتيجة تأثيره سلبًا في أعدادها وحركتها، إلى جانب ملاحظة أعداد أكبر من الحيوانات المنوية المشوهة لدى الرجال المدخنين مقارنةً بغير المدخنين.

أضف إلى ذلك تدخين الماريجوانا والعقاقير الترفيهية والستيرويدات التي يشيع استخدامها بين لاعبي بناء الأجسام، لما لها من أثر سلبي في عملية إنتاج الحيوانات المنوية.

8. اختر الملابس الداخلية المناسبة​

يتبادر إلى أذهان الكثير من الرجال السؤال عن الملابس الداخلية الأفضل، وليس للعلم في هذا الأمر إجابة حاسمة، وقد حاولت بعض الدراسات رصد أي فارق في الخصوبة بين الرجال الذين يرتدون أنواع مختلفة من الملابس الداخلية، ولم تجد هذه الدراسات فارقًا يُذكر. يرتبط ذلك بدرجة حرارة الخصيتين ومدى دفئهما وتأثير ذلك في إنتاجهما للحيوانات المنوية. ببساطة المهم هو أن يرتدي الرجل ما يُشعره بالراحة لا أكثر.

9. احذر التعرض المستمر للحرارة​

يسبب تعرُّض الخصية لدرجات الحرارة المرتفعة، إعاقة تشكيل الحيوانات المنوية وإنتاجها ويؤثر في جودتها. يجب تجنب التعرض المستمر أو الطويل لمصادر الحرارة كأحواض الاستحمام الساخنة أو زيارة غرف الساونا باستمرار. إن تأثير الحرارة في مثل هذه الحالات مؤقت، إذ تستعيد الخصية القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية طبيعيًا بعد بضعة أشهر من التوقف عن التعرض لهذه المؤثرات.

وجدت دراسة أن استخدام الحاسب المحمول، حال وضعه قرب الخصيتين -كما في حالة وضعه على الفخذين- يؤثر في الحيوانات المنوية وحركتها. هذه النتائج لم تتأكد بعد، إذ يصعب تحديد الوقت الذي يقضيه الرجال في مثل هذه الوضعية، ولا نعرف الطريقة التي يؤثر بها الحاسب في تشكيل الحيوانات المنوية، أهي بسبب الحرارة أم الإشعاعات الموجودة في الاتصالات اللاسلكية كشبكة الواي فاي.

10. اطلب المشورة الطبية عند الحاجة​

طالما سمعنا كلمة العقم تتردد هنا وهناك وأثارت هذه الكلمة المخاوف لدى الكثير من الأزواج، دون أن نعرف المعنى الطبي الدقيق لهذه الكلمة.

يُعرَّف العُقم بأنه عدم حدوث حمل في حالة زوجين راغبين في الإنجاب ونشطين جنسيًا ولا يستخدمان أي وسيلة منع حمل، مدة عام كامل. يُنصح الأزواج -عندما تكون المرأة دون سن الخامسة والثلاثين- بالاستمرار في محاولة الإنجاب مدة عام كامل قبل طلب المساعدة الطبية. حال تجاوز المرأة سن الخامسة والثلاثين، يمكن طلب المشورة الطبية بعد ستة أشهر من المحاولة، مع تأكيد شرط ممارسة الجنس بانتظام وعدم استخدام أي وسيلة لتحديد النسل.

أضف تعليق