سحر القُبلة بين رومانسية الأنوثة ورغبة الفحولة


القبلة درجات ، وللناس مقامات فالصديق لا يتساوى بالحبيب ، ولكن قبلة الحبيب لها دلالات ومعانٍ خاصة وفوائد صحية أيضاً .
العلماء يؤكدون أنه عندما يقبِّل الأشخاص بعضهما فإن 29 عضلة تشترك في هذا التقبيل ، وأكثر عضلة تعمل هنا هي العضلة التي تعطي للشفاه وضعية القبلة ، كما يتم حرق 12 سعر حراري في كل قبلة مما يساعد على الرشاقة . أما القلب فيخفق 150 ضربة في الدقيقة ، ويرتفع إيقاع التنفس من 13 حتى 60 ، ويرتفع ضغط الدم ويتمرن القلب كأن الإنسان قد ركض 100 متر .
اختبار نسائي
لأن الرجال لا يعترفون بالرومانسية إلا قليلاً ، وغالبية تفكيرهم منحصراً في الجنس ولا يعيرون القبلة مشاعر رومانسية ، بل تكون بالنسبة لهم مدخلاً للجنس .
لقد كشفت دراسة أمريكية حديثة أن القبلة تختلف من الرجل عن المرأة ، حيث يلجأ الرجل إلى التقبيل كمدخلاً للمتعة وممارسة الجنس ، بينما المرأة تفعل ذلك لمعرفة ما إذا كان الرجل سيصبح شريكا محتملا لها ومعرفة مدى الحميمية بينهما.
وأتضح للباحثين القائمين على الدراسة من ستايت يونيفرستي في نيويورك أن النساء يركزنّ أكثر على القبل من الرجل.
وبحسب الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من ‘إيفوليوشيناري سيكولوجي’ حسبما ذكرت صحيفة “القبس” ، فإن الرجل لا يميز كثيرا بين النساء عندما يتعلق الأمر بتقبيلهن أو ممارسة الجنس معهن، مضيفة إن الرجل مستعد لممارسة الجنس مع المرأة حتى من دون أن تكون لديه الرغبة بتقبيلها، وهو على استعداد للتودد إليها حتى لو لم ترق له.
نظافة للأسنان

التعبير عن الحب ليس الوظيفة الوحيدة للقبلة ، وإنما لها فوائد صحية كثيرة يفاجئنا بها العلماء يوماً بعد يوم .
وعلى سبيل المثال لا الحصر ، كشف الباحثون في الأكاديمية الأمريكية لطب الأسنان، عن أن القبلة تساعد في حماية الأسنان من التجاويف والتسوس.
وأوضح المختصون، بحسب القدس برس ، أن التقبيل يشجع إفراز اللعاب الذي يمثل بدوره طريقة طبيعية لتنظيف وتعقيم الفم، فضلا عن احتوائه على أيونات معدنية تساعد في إصلاح الثقوب والشقوق الصغيرة في مينا الأسنان.
من جانب آخر ، أشار العلماء إلى عدة فوائد للتقبيل أهمها أنه يطرح الأدرينالين والأنسولين ويخفض محتوى الدم من السكر فيحطم السكريات والدهون والمواد الضارة .
لعلاج الحساسية
القبلات الحارة قد تكون علاجاً ناجحاً لمشكلات الحساسية عامة وحمى الكلأ (Hay fever) ، فقد أوضحت دراسة قام بها فريق بمستشفى ساتو باليابان على 24 رجلا وامرأة يعانون من الحساسية وحمى الكلأ وطلب منهم تقبيل كل رجل لرفيقته لمدة 30 دقيقة مع الاستماع لموسيقى هادئة ، فوجدوا أن تلك القبلات تساعد على راحة المريض من أثار الحساسية وتقلل من إنتاج مادة الهستامين التي تنشط ارتفاع درجة الحرارة المصاحبة للحساسية، بحسب صحيفة الديلى ميرور الانجليزية.
من جانب آخر ينصح المتخصصون في ازدحام السير بالتقبيل المكثف قبل السفر لمسافات طويلة ومرهقة ، فقد أظهرت الأبحاث أن السائقين أو السائقات يقودون عندئذ بهدوء واسترخاء.
بين الزوجينالقبلة ليست دائماً مقدمة لعلاقة جنسية بين الأزواج فقد تكون وسيلة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس ، فهي أفضل وسيلة للاعتذار بين الزوجين ، كما أنها وسيلة ناجحة للتعبير عن الإعجاب أو الشكر أو التشجيع وما شابه ذلك .
وقد أجرت إحدى شركات التأمين على الحياة في أمريكا بحوثاً مكثفة حول أثر القبلة على حياة الإنسان فكانت النتائج الآتية :
* إن قبلة الصباح بين الزوجين تلعب دورا شافيا وعلاجيا أكثر من التفاحة .
* إن الشخص الذي تقبله زوجته في الصباح قبل أن يتوجه إلى العمل يكون أقل عرضة لحوادث السيارات وهو أكثر هدوءا أو تمالكا لأعصابه ويكون أكثر مقدرة على مواجهة المؤثرات والاضطرابات كما يحس بالهدوء الذهني والراحة والاطمئنان كما يحس بالقناعة والسعادة والرضا .
ويؤكد الدكتور كولمان : ” إن البحوث التي أجريت على ألاف الأشخاص تؤكد أن القبلة في الصباح تطلق إفرازات معينة ومركبات كيميائية من خصائصها إعطاء الشخص الإحساس بالراحة والاسترخاء مما ينعكس على مشاعره الداخليه .
فهل تدرك الزوجة هذا وتعي دورها الإيجابي في منح زوجها الهدوء والسكينة بشيء يحبه ، إذاً فلتمنحه قبلاتها الدافئة ليبادلها بالمثل وما أجمل الحياة إذا كانت بتلك المشاعر والعواطف المتبادلة .
دلالات القبلات
للقبلات دلالات ومعانٍ تختلف حسب المواقف وطريقة التقبيل ، فإذا كانت
القبلة على الجبين فهي تعني الإجلال والاحترام ، وإذا طُبِعت على الخد وتعني والاعتزاز ، أما قبلة الفم لا تكون إلا بين الزوجين أو الحبيبين وتنم عن خالص الحب والعشق والهوى ، بينما تُعني قبلة العين بالحنان ، والكتف بالفخر والاحترام ، أما قبلة القدم فتعبر عن الخضوع والولاء ولكنها غالباً تعبر عن الإذلال ، عكسها تماماً قبلة اليد التي تنم عن الاحترام والتعظيم ، وأخيرا لم يبقى الحديث إلا عن القبلة التي تطبع على النهد بين المتزوجين إنها تدل على رغبة وشوق للجماع .
القبلة عند الشعوب

مفهوم القبلات لدى الشعوب قديماً كان متبايناً حسب ثقافة كل شعب، فاليابانيون لم يمارسوا التقبيل في حياتهم اليومية، إلى أن اختلطوا بالحضارة الغربية، فتعلَّموا كيف يقبِّلون.
الصينيون كانوا يعدُّون التقبيل عملاً منافيًا للحشمة والأخلاق، سواء كان في السرِّ أو في العلن. ثم تغيَّرت نظرتهم إلى التقبيل بعد أن رأوا أن الغربيين يدعون إلى ممارسة التقبيل لما فيه من فوائد جنسية واجتماعية.
أما الإندونيسيون فقصروها على الخدِّ فقط . بينما جعل الهنود للقبلة معنيً رومانسياً ، وكتاب الحب عندهم (كاما سوترا Kama Sutra) هو رسالة تضمَّنتْ قواعد الوصول إلى المتعة الروحية والجسدية. والقبلة فيه ركن أساسي في الوصول إلى المتعتين، وتُسمَّى القبلة عندهم Chummi.
في روما القديمة كانت القبلة ظاهرة اجتماعية شاعت بين الناس في الأسرة الواحدة وبين الأصدقاء وفي الأسواق على أنها تحية. وتحوَّلتْ في عهد الإمبراطورية الرومانية إلى تعبير رومانسي، بدءًا من القبلة الزوجية التي كانت تتم في المذبح، وبها يبدأ الزواج، وهي تعبِّر عن تبادل “نَفَس الحياة” للوصول إلى الاتحاد الروحي.
التقبيل في أوروبا إبان العصور الوسطى كان مستخدَمًا، ولكن بحذر وفي الخفاء معظمه. وكان موضع القبلة يحدِّد مكانةَ كلٍّ من المقبِّل والمقبَّل: فالقبلة على الخدِّ أو الفم تكون بين المتماثلين في المرتبة الاجتماعية، والقبلة على اليد، ثم على الركبة، ثم على الأرض، تعني التفاوت في المرتبة الاجتماعية بالترتيب نحو الأدنى (ومن هنا جاء قولهم: “قبَّل الأرض تحت قدمي السلطان”).
بينما احتل التقبيل في فرنسا في العصور الوسطي صفة اجتماعية. وكان الملك لويس الثالث عشر يقبِّل كلَّ امرأة في نورماندي بحجة منحها البركة الملكية! وقد اشتهرت “القبلة الفرنسية” French kiss بعد ذلك، وهي قبلة اللسان أو “قبلة الروح” كما تُسمَّى أيضًا، .
في العصور الوسطى في انجلترا كان الفرسان يقبِّل بعضُهم بعضًا قبل البدء بدورات القتال التنافسية. والقبلة كانت تعني الثقة بالآخر فالاقتراب والعناق دليل ثقة بأن الآخر لن يعضَّك أو يطعنك. وكانت القبلة كذلك تعادل البصمة في العقود القانونية، يبصمها المتعاقد في أسفل العقد عند إشارة X.
وفي عصر النهضة بقيت قبلة الصداقة. وكان المضيف يشجع ضيفه على تقبيل أفراد أسرته من الشفتين.
ولكن في عام 1665، انتشر الطاعون الكبير في لندن واستمر عامًا كاملاً. فتراجع التقبيل خوفًا من العدوى، وحلَّ محلَّه الانحناء ورفع القبعة والتلويح باليد والمصافحة.

أضف تعليق