ابتسمت نارمين ونظرت لاختها بحزن وقالت: يا وردة الناس في الخارج تخاف وترتعد من عتمة المدافن افهمي ان الناس في الخارج ليسوا مثلنا ولا طباعهم من طباعنا انت تعرفتي عليهم قبلي وعشتي معهم اكثر من ثلاث سنوات وكنت معهم قبل ان ياتي دوري واخرج اليهم ولم تفهمي ان الدنيا الفسيحة تختلف جذريا عن هذا المكان يا وردة اهل حدث ان وصل احد الينا وظل بعقلاته يا حبيبتي… جواد كان قاب قوسين من الجنون وهو لم يرى شيء بعد سوى حضني ولحمي.. وتردين مني ان اتي به الى هنا!! ورغم الجو المشحون الا ان وردة لم تمنع نفسها من الضحك وكذلك فعلت نارمين وهن يعلمن ماذا سيحدث لو وصل جواد الى حيث هن.
كآبة ودموع وحزن وابتسامات ساطعة فامتزج الجو بمزيج من المشاعر والاحاسيس المتناقضة المختلفة وتسمرت عينا وردة بالاتجاه الاخر من الغرفة الفسيحة ولكنها هزت بيدها اختها نارمين لتلتفت بنظرها الى ما تراه “امها لعنة” بشحمها ولحمها وظهرت من بعيد عجوز ترتدي الابيض الساطع وهي تسير نحوهم بخطى ثابتة واثقة.
فظهر القلق والارتباك بعيون وردة ونارمين على عكس والدتهم الشلهوبة التي ابتسمت وبدت عليها معالم السعادة الغامرة..
اقتربت المسنة لتسرع اليها لعنة وتنحني وتقبل يدها وكذلك فعلت نارمين ووردة.
نظرت اليهن المسنة وقالت بحنان: ما هي القصة يا بنات كا الذي يحدث
اسرعت الام واجابت: اهل ترين يا خالتي, اهل ترين البنات كيف تغيروا اهل ترين كيف اتفقوا عليّ
ربتت المسنة على كتف لعنة وقالت: معليش يا بنتي البنات ما زالوا صغار يافعات وبكرا بيكبروا فاطرقت نارمين وكذلك وردة برأسيهما بالارض خجلا وطلبت المسنة البيضاء ان يجلسوا الى جانبها ويحدثوها عما يحصل ووجهت كلامها لنارمين بالذات وقالت لها: ” ما الذي فعلتيه يا نارمين!” فردت عليها نارمين برهبة دون ان ترفع عينيها: انا ما عملت شيء يا خالتي طوال الوقت وانا بالخارج حافظت على العهد وصنته ولكن يا خالتي غصبن عني وبلا اي اذن مني احببته عشقته يا خالتي احببته.. واخذت نارمين تبكي فربتت المسنة على رأسها وتنهدت وقالت: ” يا بنات انا بحبكن ولا اريد لشيء ان يؤذيكم وانا لا اريد لقصة كوزيت ان تتكرر واياكم ومعكم!” العهد الذي انتقل من جدتك لأمك ولاختك لا يمنعك من الحب ولكنه لا يسمح لك القيام بكل شيء ترغبين به…. وذلك لحمايتك
فقالت نارمين: والحل … والحل يا خالتي شو العمل وهي تريد التكلم عما يجمعها مع فحلها جواد من الحب والنيك والجزيل من احلى سكس عربي قد يشهده العالم وقد ابدعت فيه نارمين فحكمت قلب جواد وسحرته بنورها وحرارتها السرمدية.
فردت المسنة: ااااه يا نارمين انت بدك تتركينا… وفي قلبها قالت بدك تتركينا لاجل قضيب!!! قضيبب وقد اذلك وضرب بدنك وكوى قلبك بنيرانه
فقالت: لا يا خالتي انتم اهلي وحياتي وليس لي غيركم وليس من الممكن ان افكر هكذا ولكن يكفي يا خالتي.
ردت المسنة: نحن يا بناتي لا نؤذي احد … نحن نؤذي من يعتدي علينا ويؤذينا!!
ان جدتك كوزيت قبل (100) سنة عاهدتنا وحافظت على العهد والعهد ما حولها للعنة… عائلة الجوهري هي التي حولتها الى لعنة “والعهد” ساعدها وحماها جدتك كوزيت كان مطلبها بان كل ذكر من نسل الجوهري ودمه اينما كان وفي أي بلد وجد… فان كان صغير عندما يكبر ان
تعرفوه على قذارة اصله وتجعلوه يرى بام العين عتمة الناووس الحجري ويعيشها حتى لا يتجرا احد ويحمل اسم الجوهري من جديد وكي لا تتكرر مأساة كوزيت من جديد وهي انذرت بانه ممنوع على اي بنت من بناتها ان تعيش بالنور ما دام على وجه الارض ذكر من نسل الجوهري لم يرى عتمة المدافن …