إلينا تشيرسوفا , فتاة في الواحدة و العشرين من عمرها , هي شقراء , فاتنة الجمال , عرفتها في قاعة شاي فخمة بمدينة الأحلام دبي. كنت جالسا مع صديقين كنت قد عرفتهما منذ أشهر معدودة.. كنت أضحك كثيرا في تلك الأيام , رغم تعب العمل و الإرهاق. كانت إلينا جالسة مع فتاة سمراء جميلة هي الأخرى. لمح كل من صديقيّ إلينا الجالسة و صديقتها.. حتى كادت نظراتهما تقلق مزاج الفتاتين , لولا أنّ الفتاتين تناستا الصديقين و أخذتا تتبادلان الحديث المرح.. لعلّي لا أحبّذ تلك النظرات المزعجة التي أخذ صديقيّ يسترقانها للفتاتين الحلوتين , لعلي أرى ذلك نوعا ما من الإحراج. فنظرة أولى تكفي بأن تقول كل شيء , كما فعلت حين نظرت إلى إلينا الحسناء.. نظرة عميقة مشحونة بالثّقة و الرغبة و الصدق. شعرت أني لا أكاد أسمع الصديقين فيما يتحدّثان , بل لا أسمع كل ذبذبة صوت في هذه القاعة التي أنا جالس فيها.. تراني تهت؟ لا أعلم , لكنني شعرت أن كامل جسدي يطوق إلى الكلام. وقف صديقي الأوّل من مكانه و قال “حسنا.. أودّعكم الآن , أنا متزوج , لديّ أميرة في البيت..” ابتسم كل منّا ثم ردّ كل واحد منا تحيّات متداولة.. بقيت أنا و الصديق الثاني , أخذنا نتحدّث.. نظرت إلى إلينا فرأيت أنها كانت تنظر نحوي فارتبكت و أسرعت تنظر و تتحدث مع صديقتها. قال لي الصديق و قد فطن بما لاحظه بعد أن نظر إلى إلينا ” إنها جميلة , أليس كذلك؟ قلت بنبرة حارة “بلى”
قال لي الصديق “لننطلق.. لقد تأخر الوقت , غدا نعمل صباحا..” قلت له بعد أن صحوت من فجوة الخيال “أجل..أجل , هيا لننطلق”وقفنا من مكاننا ثم نظرت نحو إلينا كأني أودّع رؤيتها..نظرت نحوي بعمق ثم تحدّثت مع صديقتها بسرعة فقامتا من مكانهما..كان صديقي وقتذاك قد خرج من القاعة أسرعت إليه ثم جذبته قائلا “إنهما تخرجا..إنهما تخرجا” نظر صديقي نحو مدخل القاعة فلمح إلينا و صديقتها تخرجا , فقال “إنها لك يا صديقي , لقد أُعجبت بك حقا.. إنها تريدك” فقلت في تلعثم ” أتمنى..” وقفت أنا و صديقي على الرصيف.. خرجت إلينا و صديقتها و اتجهتا نحونا ثم قالت الفتاة السمراء بلغة إنجليزية “هااي” فقلت أنا و صديقي في نفس الوقت وبتلعثم “هااي” .. بقيت إلينا تنظرإليّ دون أن تقول شيء.. فنظرت الفتاة السمراء إلى صديقتها ثم نظرت إليّ و قالت “صديقتي لا تتحدث بالإنجليزية” حينئذ مدّت إلينا يدها نحوي و صافحتني مبتسمة و قالت ” إلينا.. إلينا تشيرسوفا ” صافحتها مبتسما و نطقت لها بإسمي و تبادل كل منا المصافحات..أخذنا نسير معا نحن الأربعة , نتكلم باللغة الإنجليزية و نتعرّف.. وفي منتصف الطريق سألت الفتاة السمراء عن مكان إقامتي و صديقي فقلت لها مشيرا لها بإصبع يدي “تلك العمارة.. أترينها؟” قالت مبتسمة “أجل” ثم مالت برأسها نحو صديقتها و أخبرتها بذلك بلغة لم يسبق لي أن سمعتها.. أكملنا السير , أخذت الفتاتين تتحدثا معا, فجذبني صديقي إليه قائلا “ماذا بعد يا فنّان؟” فبادرته بالضحك المستمر.. ثم صادفتني الفتاة السمراء بسؤال بعد أن نظرت إليّ باللغة الإنجليزية “صديقتي إلينا تسأل إن كنت عربي أم لا” فقلت لها “نعم أنا عربي.. وصديقي أيضا , لكن من بلدين مختلفين” ثم أملت الفتاة لصديقتها ما قلته لها. فقال لي الصديق ” ولما تسأل إن كنّا عرب أم لا” فقلت له “لا أعلم , لكن حتما سنعرف لاحقا.”
وقف صديقي , فقالت له الفتاة السمراء بعد أن نظرت إلى العمارة “آه و صلنا حيث تسكنا” فابتسم لها قائلا “آه.. أجل” بقيت إلينا تنظر إليّ بشدّة هذه المرّة.. فقلت قبل أن نودّع الفتاتين ” نسيت.. أين مكان إقامتكما؟” فقالت لي السمراء “في نزل..” ثم أضافت بالقول بعد أن أخبرتها إلينا بشيء “تقول إلينا هل سنرى بعضنا غدا” فنظرت إلى صديقي فلم أر في عينيه شيء يمنع ذلك فقلت لها مطمئنّا ” أجل بالطبع..” شرعت إلينا تشيرسوفا تتحدث مع صديقتها السمراء.. بعد لحظات اقتربت مني السمراء وقالت لي بصوت خافت ” إنّ إلينا تودّ أن تتحدث معك عبر الإنترنت.. هل” قاطعتها مبتسما ” أجل , بكل سرور..” تناولت هاتفي من جيبي بسرعة ثم أضفت ” لديّ فايبر .. و هذا رقم هاتفي” أمليت عليها رقم هاتفي , ابتسمت الفتاة ثم أسرعت نحو صديقتها تخبرها بما ضفرت.. رجعت إلى الشقة مع صديقي و أخذنا نتحدث , سألني “ماذا كانت تريد منك الفتاة السمراء؟” فقلت له ضاحكا ” لقد أكّدت عليّ لقاء الغد..” مضت دقائق , أخذت هاتفي فتلقّيت رسائل كثيرة من إلينا على الفايبر , كل الرسائل تتحدث عن الإعجاب و اللهفة و الفرح.. و كتبت أيضا أنها فتاة أوكرانية , تتحدث باللغة الروسية , و أن عمرها واحد و عشرين سنة و أنها هنا في دبي في رحلة , كما أرسلت لي صورها الجميلة و المثيرة..كيف أصف جسدها؟ كيف يبدو جسدها؟ يبدو كما أشتهي أن تكون الفتاة.. وجه جميل , بزازها ممتلىء كبير , الخصر نحيف , الفخذ عارم , و الطيز طري.. بقيت أتحدث معها لساعات.. حتى أن دقّت الساعة الثالثة صباحا.. قالت لي في رسالة ” هل تعمل صباحا؟” فقلت “أجل” فقالت “آسفة لأني جعلتك تتأخر..” ” فقلت ” بالعكس , لقد سرّني التحدث معك” ثم عرضت عليها بالقول “هل يمكنك أن تأتين للشقة التي أسكن بها , سأكون لوحدي و صديقي سيذهب للعمل صباحا..كما يمكنني أن لا أذهب للعمل صباحا” فقالت “أجل.. نعم سآتيك..” فكتبت لها ” على الساعة التاسعة صباحا , سيكون ذلك جيّدا” فقالت “حسنا إذن..”