سنقص اﻵن قصة الأرمل الوحيد و الأرملة منى وقد اشتاقت إلى النيك من جديد فنبدأ التعريف بالأرمل نفسه وهو خالد. خالد هذا مدرس جامعي كهل ارمل هجر المحاماة و اتجه للتجارة فهو يملك مع أحد شركائه مزرعة دواجن عمره ثمانية و خمسون عاما ، توفيت زوجته قبل عشرة أعوام وهو نفس العام الذي توفي فيه جاره أبو محمد . لخالد ابنتان متزوجتان ، وابنان متزوجان كذلك وهو يقطن بمفرده في دار له في منطقة ناشئة حديثة , ريفية إذا صح التعبير . يحب العزلة فرحب بوحدته بعيداً عن صخب المدينة و أقام داره الخاصة إلى جوار أبي حمد و أم محمد الأرملة موضوع قصتنا! حياته بسيطة أو هو أرادها كذلك ؛ فهو يطهي الطعام لنفسه و بنفسه بل و كثيراً ما كان يجهز المائدة ليوم زيارة أحفاد بناته حين زيارته! بعد أن سوى خالد معاشه و بعد أن جمع تحويشة عمره من التعليم الجامعي في مصر , في الإسكندرية , شارك أحد أصاحبه على مزرعة صغيرة لم يلبث ان استقل بها فأصبحت ملكا له فهو يقضي فيها معظم أوقاته. كان يقصدها بسيارته وهي منعزلة قرب منطقة الحمام اتجاه مطروح فكان يارك الفلاح القائم على تربية الدواجن هناك صنع الطعام بل و يسامره أحياناً كثيرة .
و لأن خالد موضوع قصتنا كان شاباً ملتزماً في شبابه لم يتهتك و لم يسرف في مضاجعة النساء و لا حتى يدخن لا النرجيلة و لا السجائر , فإنه احتفظ بقوة في جسده و نضارة في وجهه جعلت من يراه يظنه أبن ثلاثين! إلا أن داعي الشهوة ليس لأحد سلطان عليه فضاجع خالد الأرمل جارته التي ترملت قديماً وهي الست منى أم محمد و قد اشتاقت إلى النيك من جديد و وقع الاختيار عليه. فقد تشهته و لما يفصل بينها و بين زوجها الراحل أربعين يوماً وهي كانت قف حينئذِ على عتبة دارها تمد يدها بصينية عليها من الأطعمة و المخبوزات ما تترحم به على روح زوجها الذي تركها في حادثة طريق. و الأرملة منى أم محمد سيدة, فلاحة جامعية من الدقهلية , قد كسرت حاجز الأربعين من سني عمرها , لها من الأود ابن ابن مهندس يعمل بهندسة السد العالي , متزوج في أسوان وذلك ابنها من زوجها الأول ولها ابن من زوجها الراحل صغير في الخامسة عشرة في أواخر مراحله الإعدادية وهو الذي تحيا معه في البيت الذي ابتناه لها زوجها الراحل بعد أن ترملت . منى أم محمد امرأة أقرب إلى النحول منه إلى السمنة, بيضاء البشرة , مثيرة الملامح , تستثير الناظرين بذلك الجمال الذي يبدو على سيدة أربعينية تتشح بالسواد من قمة رأسها إلى قدمها و وجها الأبيض يصنع ذلك التباين في الألوان! ثيرك منها كذلك نفور ثدياها و امتلاء عجيزتها التي كانت دوماً تنطبع بلباسها الداخلي فتبرز حدوده! رغم حزنها فإنها لا زالت تحتفظ برونقها الأنثوي.
ولأن صاحبنا خالد الأرمل يقوم بطهي الطعام بمفرده , فإنه تذكرت صنف ما كانت الراحلة زوجته تطهيه له وقد نسيه هو و نسي كيفية صنعه! اشتاق إليه فتذكر جارته الأرملة منى أم محمد غير أنه أجفل و أحس بالخجل, فهو كهل أرمل و هي أربعينية أرملة شابة! أجمع أمره بسؤالها فطرق دارها فاستقبلته هاشة باشة وعندما علمت بأمره أشرق و جهها بابتسامة وقالت: بس كده..انا هاعملهالك…. انصرف و دقائق و قدمت إلى بيته و بالفعل طهتها له و أعلمته كيفيفة ذلك و المقادير و المواد المطلوبة. انتهت فشكرها الأرمل خالد و أصر أن تأخذ مما صنعته لها ففعلت بعد تمنع. ولأن منى أم محمد الأرملة اشتاقت إلى النيك من جديد فإنها بدأت تنحو بفكرها نحو خالد جارها الخمسيني منحى جنسياً! وبالفعل تكررت زيارتها لبيته أوقات الظهيرة فتسأله باسمة و طرة شعرها السوداء تبدو من تحت حجابها اللطيف إن كان يريد أن تصنع له شيئاً . كان خالد الأرمل يبتسم و يهش لها و يشكرها إلى حين يخترع طبخة جديدة فيستعين بها إلى مطبخه! كانت الأرملة منى إذ ذاك تبقى معه في المطبخ وتعينيه في إعداد الطعام فكان ان توطدت العلاقة بيهما حتى أضحت زيارتها له في غير أوقات الظهيرة أو أوقات النور!! نعم, تبدلت أوقاتها فباتت بالليل فكانت تقصد بيته و بيدها صينية بها صنع يدها من الكيك الذي أعدته هي فتتشاركه إياه وقد صنعت كوبين من الشاي في مطبخه. ذات مرة أخبرها خالد جارها الأرمل فقال: عارفة أن دلوقتي قدرت حجم التعب و الظلم اللي الست المحبوسة بتعيشه في بيت جوزها..دا كفاية المطبخ… ضحكت أم محمد والتفتت إليه قائلة: دلوقتي عرفت كدا؟! فابتسم هو بدوره: لا لا.. صدقيني … أنا كأستاذ جامعي كنت اعرف كدا…..عارفة ليه؟!….يتبع…