وأنا اليوم أقف على مشارف عامي الخامس والثلاثين ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي ما إن وطأت قدماي فيه عتبة شقتنا في الإسكندرية وصفقت خلفي الباب حتى رحت أحدث نفسي مغتبطة: أنا بحبه… بحبه.. بحبهههههه….وأنساني غرامي الوليد وجود أمي التي لم أنتبه لنفسي إلا وهي تسألني: مالك يا نورة مش على بعضك ليه النهاردة؟! فلم أجب. كان صوته الساحر قد شغل منافذ سمعيّ وكان وقعه لا يزال فيهما. كان جسدي في ذلك اليوم كأنه عصفور طائر قد هبت عليه رياح ساخنة واخترقته. ما زالت أغنية كاظم الساهر” ها حبيبي” عالقة في أذني بصوته العذب الرخيم. ما زالت أثار حب غرامي الأول وأثار قبلات ملتهبة شبقة تحت أغصان الشجر في ذلك اليوم تزورني كأنها حلم جميل.
حينما أرتاد الآن الشوارع التي كنا نطرقها والكافيهات التي كنا نقصدها سوياً وبصحبة صاحبتي ليلى أحنّ إلى عادل الفتى الأسمر ممشوق القوام رقيق الملامح حديدهما وهو يشبه في ذلك الفراعنة القدامى. التقينا في أولى آداب إسكندرية وتسمّرت نظراتنا منذ ألتقت أعيننا. كان بنفس القسم الفرنسي و لم يكن طوال محاضرتنا يكف عن النظر إليّ. كان عادل كثير التحديق فيّ فكنت أشعر بأن الشهوة تتسرب من ناظريه إلى ناظريّ. تعرفنا أحدنا على الآخر وصرنا نتبادل المحاضرات و دفاترها وهي رسول الغرام مع غرامي الاول عادل الذي لن أنساه. كتب في قصيدة شعر يغازلني برقة فيها فقلت وهو بجواري وقد احمرت وجنتاي: شكراً على الكلام اللطيف دا يا عادل…” فاستدار هامساً بملامحه الرقيقة التي تشبه ملامح عبد الحليم حافظ كثيراً وخاصة سمرته: عجبتك… دا قليل عليك يا نورة… انت ألطف إنسانة في الدنيا…. مش عارف ليه شفتك ودنيتي تغيرت…. وجرى بيننا حبل الكلام كأنه نهر جاري وكانت أعيننا تلتقي فتشي بأنني غرامه الأول وأنه غرامي الأول وقد ارتعشت شفتانا فمنعنا اننا في مكان عام! كانت الأيام تمر وعلاقتي بعادل غرامي الأول وصاحب قبلات ملتهبة لم أخبرها في حياتي إلا معه رغم أني تزوجت وأنجبت. كنا ثلاثتنا انا وصاحبتي ليلى نقصد مقهى بعينه فكانت عيناه لا تنزل من فوقي. كان يحدّق فيّ فأشعر بأن نغمات نظراته تعزف فوق مفاتن جسدي الشابة ونهدي ألحان غرامي الأول وخاصة حينما كانت تنزلق من فوق وجهي إلى صدري ونهديّ المشرأبين المغريين حتى كاحليّ وقد ارتديت المني جيب القصير فوق ركبتيّ! كانت نظرات ملتهبة منه تحلق بي كطائر بلا جناحين قد خفّ به حبه أو غرامه الأول. الحب ينعشنا ويخلقنا كل يوم خلقاً جديداً!
في ذلك اليوم وبعد أن اعترف فيه بحبنا الجارف أحدنا للآخر تركنا ساكشننا وكان قد ركب سيارة احد أصحابه واتجهنا إلى حيث المنتزه حيث المتعة التي سالت بمائي مع غرامي الأول تحت أغصان الشجر بقبلات ملتهبة لم أخبرها من قبل ولا من بعد. حلاوة الغرام الأول ومذاقها ليس لها مثيل حقيقةً. أسلمني يمينه أعانقها بيسراي لنهرول سوياً بين الأشجار الملتفة وكأنها الدوحة. أوغلنا بين أغصان الشجر وكانت تحملنا رغباتنا كما تحمل الطيور الغريزة في مواسم الهجرة. رحنا نلهث من الجري فتوقفنا حتى هدأت أنفاسنا وأحسست أن الرغبة خطفت ملامح عادل غرامي الأول فأحالت لونه. كانت نظراته لي رقيقة رغم حدة ملامحه الفرعونية السمراء والتماعة عينيه. كان عادل من نوع العاشق المنكسر الذي ترق لحاله وهو يشي لي بالغرام. كان صدره يعلو ويهبط وهو يقترب مني وأنفاسه قد سخنت. أكتسى وجهي بالحمرة من الخجل وقبل أن يقبلني فررت من أمامه اركض لضحك وهو خلفي لأتعثر وأنزلق على أوراق الشجر فيسقطك عادل فوقي. صار صدره لصدري ونهداي تنضغطان تحت صدره القوي. احمر وجهي أكثر ومال علي ليقبلني أول قبلة في حياتي! تحت أغصان الشجر عرفت معنى غرامي الاول وشفتاه ترتجفان فوق شفتي ويداه قد أمسكا بيدي وقد أحسست بانتصابه بين فخذيّ! ارتعشت أطرافي لمجر الملامسة وأخذ عادل غرامي الاول يلتهم شفتي ويلاعب أنفه بانفي وقد أغلقنا جفنينا وأحسست بمذاق ريقه وأنفاسه الحارة تلفحني. انتفض نهداي وهو ينتقل من شفتيّ , بعد أن قبلني قبلات ملتهبة أحسست بارتعاشة ما بين فخذيّ لهما, وراح يلثم ويداعب عنقي فأحس بأعصابي تتخدر رويداً رويداً وأنا أسفله. تركت نفسي حيث يعبث بي غرامي الأول وقد ساحت أطرافي بعد أن دس وجهه ما بين ثدييّ ينشقهما ويداعبهما وقد راح انتصابه يشتد حتى أحسست أنه كاد يخرق بنطاله. رحت أتأوه وهو يشعلني تحت نار قبلات ملتهبة تتلاحق من شفتيه الملتهبتين وجسدي قد صار لا حول له ولا طول وأحسست بلذى تسري في أعصابي وقد امتدت يداي إلى ظهره أطوقه بهما أعتصره إليّ عسى أن يتدخل غرامي الأول معي فنصير جسداً واحداً. نزل مائي وصدرت تأوهاتي لأول مرة في حياتي ولم نفق إلا وأصوات عشاق آخرين تقترب منا لنصلح من حالينا سريعاً قبل أن ننطلق عائدين ليوصلني إلى منزلي وأنا في انتشاء ما بعده انتشاء.