تعجبت مدام رجاء ذات الجسد الفلاحي الناعم وسألت: أيه المناسبة دي…. ممكن اعرف؟! فأضحكني فضولها الزائد و أحببت أن أنهي الحوار وقد ازداد إرهاقي من البرد: مرة تانية لأني بصراحة تعبان من السفر و السقعة… فقالت بحماسة و عيناها و حاجباها يتراقصان: طب أتفضل أعملك شاي فأجبت ملتفتاً عنها : لالالا انا هاروح الشقة فأصرت: لا انا هعملك شاي… ادخل بقا . الحقيقة أنني وددت أن أدخل عشها الدافئ بها غير أنني خجلت فقلت معتذراً : لا معلش مرة تانية . فقالت: خلاص هعملك ترمس شاي وساندوتشين جبنه و مربة و اجيبهملك … ما انت هتسكن في الشقة اللي قدامي. شكرتها على كرمها و دخلت الشقة المفروشة و استبدلت بنطالي الجينز و القميص و الجاكيت الجلد بالبيجامة الشتوية الثقيلة. أحببت أن ادخل تحت الدش الساخن لكنني انتظرت لعل مدام رجاء ذات الجسد الفلاحي الناعم تقصدني بشايها و سندوتشاتها . ثم بعد عشر دقائق قدمت مدام رجاء و دقّت جرس بابي ففتحت لها و كانت تحمل بين يديها صينية عليها طبق به سندوتشات و ترمس شاي و سكرية و كيكة وقالت باسمة: أتفضل . أحرجتني بكرمها فقلت: لأ ده كتير أوي! فتراقت ملامح و جهها القمحاوي المثير و قالت: لا أبداً .. انتا ضيفنا وإكرام الضيف واجب يا أستاذ…؟ فأتممت لها : أحمد …أحمد.. موجود بالبطاقة . إلى تلك اللحظة لم أكن أتصور أنها تعاملني بكرم زائد لتنتهي معي إلى نياكة ساخنة لتستمتع بي وأستمتع بجسها الفلاحي الناعم في تلك الشقة المفروشة . بل كنت أتصور أنها تمنحني جزءاً من المبلغ الكبير التي تقاضته مني نظير إقامتي أسبوعاً بشقتها المفروشة.
ضحكت مدام رجاء ذات الجسد الفلاحي الناعم وقالت: خلاص .. هسيبك تستريح و لو احتجت اي حاجة قدامك الباب رن علي.. فشكرتها متناً لها: لا أبداً.. حضرتك عملتي كل حاجة و أكتر شكرا… قبل أن تديرني ظهرها قرأت في ابتسامتها و ملامحها تعابير كثيرة و كلام أكثر و لكنها كانت خجلة. أغلقت بابي و هرولت إلى سريري بعد أن التهمت السندوتشات صنيعة يدي مدام رجاء ذات الجسد الفلاحي الناعم الذي عم قريب سأدخل معه في نياكة ساخنة تدفئني من برد الشتاء. ولأن المكان جديد عليّ فلم أنم غلا بعد ساعة ليتولاني النوم حتى قرابة الثالثة صباحاً فأفيق على صراخ و زعيق سيدة تصرخ: أنت مش هتبطل الشرب ده والسهر… انا خلاص زهقت منك ومن أفعالك….. كانت هي مدام رجاء في خناقة مع زوجها صاحب سلسة المطاعم المشهورة لأنه يعود كل يوم متأخراً حتى الفجر من سهره في السكر و العربدة و لا يخلو ذلك من قضائه ليالي حمراء مع بنات الليل كما علمت. كانت مدام رجاء في صراخها عاتية كعتو أمواج البحر الهائجة و الرياح الهوج تضربها لتلتطم بالصخور فتفتتها. نظرت من نافذة حجرتي المطلة على البحر فاقشعرّ بدني من البرد و عدت لأكمل نومي فدفنت نفسي تحت الحرام الوثير و غططت في نوم عميق على وقع صياح الست رجاء.
في اليوم التالي أفقت مبكراً للذهاب إلى شركة الدعاية التي سأعمل معها و التقيت مسئول الفرع و عدت مساءً إلى الشقة المفروشة. لم أكد أدير المفتاح في كلون الباب حتى التفت على صوت مدام رجاء و قد فتحت باب شقتها وهي تقول: انت كنت فين اليوم كله أنا كنت قلقانة عليك ….الحقيقة أنني استغربت تلك الكلمة” قلقانة” و أحسست أن لدى مدام رجاء صاحبة الجسد الفلاحي الناعم ما تخبرني إياه. ثم أردفت ذلك بعرضها الناعم: اعملك شاي واجبهولك… أحسست أنها تريد الوصول لشيئ مني و لا أخفي عليكم أني قلقت من نعومتها معي ؛ فمدام رجاء من نوع النساء التي تفضح دون تحرج من لا يرضيها فيما تطلبه. شكرتها ثم لمحت في يدي أكياس بها سنتدوتشات فقالت: بقلك أنا طابخة… اصبر متكلش خلاص.. متكلش… ابتسمت من تصرفاتها و دخلت شقتها و دخلت شقتي لترن جرس بابي بعد عشرة دقائق و بين راحتيها صنية كبيرة بها ما لفذ و طاب : فرخة محمرة و أرز و سلاطة و بابا غنوج و طحينة و عيش كيزر ! و عصير برتقال ! “ وس ع وس ع يا أستاذ….” هكذا دخلت مدام رجاء بالصنية الشقة المفروشة التي أسكنها. و ضعتها على الطاولة و كشفت الأغطية فقلت بشيء من الدهشة: دي كثير جداً يا ست رجاء… فتراقص حاجباها المقوسان المنتوفان و عيناها المكحولتان و ابتسمت وهي تفسخ الفرخة بيديها رخصة البنان قائلة: متقلش كدا يا ستاذ أحمد… دا كرم الإسكندرانية هههه….متكسفش بقا….لم املك إلا أن أبتسم و أيقنت أن الأمر سيتطور إلى نياكة ساخنة معها في الشقة المفروشة تلك, فدعوتها للأكل معي فأجابت أنها قد سبقتني. استأذنت مني و أنها بعد عشر دقائق ستصنع الشاي و تحضره لي و هو ما حصل غير أن شيئاً ما قد تغير!… يتبع…